استنكرت جماعة الإخوان المسلمين اليوم الخميس، الموقف الأمريكي من تمويل منظمات للمجتمع المدني في مصر، ووصفتها بأنها تكيل بمكيالين، واعتبرتها سياسة مرفوضة تماما من جانب الجماعة.
وقال الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين: “أن التهديدات الأمريكية بقطع المعونة عن مصر إذا أصرت القاهرة على السير في إجراءات محاكمة الأمريكيين في قضية منظمات المجتمع المدني والتمويل غير القانوني، لم تستوعب حقيقة أن الشعب المصري قام بثورته لاسترداد حريته وكرامته وسيادته وأنه لن يفرط فيها مهما كان الثمن، ولذلك فهي تتعامل كما لو كان النظام البائد المخلوع لا يزال قائما”.
أضاف غزلان، في تصريحات للصحفيين: “إن الإجراءات التي تمت هي إجراءات قضائية وليس من حق أحد أن يتدخل في سير العدالة، هذا إذا كان مصريا، فما بالنا إذا كان أجنبيا”، مؤكدا: “أن السلطة القضائية واستقلالها من أهم مظاهر السيادة الوطنية”.
وأوضح: “انه إذا كانت أمريكا لا تسمح لأي دولة أخرى بالتدخل في شئونها الداخلية وهذا حقها، فإن من حقنا وواجبنا ألا نسمح لدولة أجنبية أن تتدخل في شئوننا الداخلية، ونعتبر المتهم بريئا حتى تثبت إدانته، ولكن التهديدات الأمريكية تلقي ظلالا من الشك حول براءة هؤلاء المتهمين”، مؤكدا: “انه لو كانت واشنطن واثقة من براءة مواطنيها لانتظرت أن يحكم لهم القضاء المصري بالبراءة”.
وأشار غزلان إلى: “انه من المعلوم يقينا أن أمريكا لا تسمح لأي منظمة أجنبية تعمل على أراضيها أن تنشئ مقرا لها وتفتتح فروعا داخل ولاياتها وتمارس نشاطها دون تصريح من السلطات الأمريكية المختصة، كما أنها لا تسمح لأي دولة أن تضخ أموالا داخلها دون أن تعرف من الذي يدفع ومن الذي يتلقى وفيم تنفق وما قيمتها”.
وأكد غزلان: “أن الولايات المتحدة لا تسمح بالتدخل في أعمال القضاء الأمريكي”، متسائلا: “لماذا يتم تحريم هذا كله داخل أمريكا، واستباحته كله داخل مصر؟”، موضحا: “إنها سياسة الكيل بمكيالين، والشعور بالاستعلاء على الآخرين، وهذه السياسة مرفوضة تماما”.