بعد انتقاد جمعيات مسلمة ويهودية لقرار محكمة ألمانية بتجريم ختان الذكور، أعلن وزير الخارجية الألماني فيسرتفيله أن هذا الحكم القضائي لا يراعي التقاليد الدينية ولا يعبر عن الانفتاح في بلد متعدد الثقافات.
انتقد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الحكم الذي أصدرته محكمة مدينة كولونيا بتجريم الختان الديني للذكور. وقال فيسترفيله، في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية، في عددها الذي سيصدر يوم غد الجمعة (29 يونيو/ حزيران 2012)، إن هذا الحكم أثار “استياء” في الخارج.
وأضاف فيسترفيله: “ينبغي أن يكون من الواضح أن ألمانيا بلد منفتح عالمياً ومتسامح، يتمتع بالحرية الدينية وتقدر فيه العادات الدينية مثل ختان الذكور كتعبير عن التنوع الديني”. وكانت محكمة كولونيا قضت مؤخراً بالإفراج عن طبيب أجرى عملية ختان لطفل مسلم، معللة قرارها بأن الطبيب لم يكن يعلم أن ذلك يدخل في نطاق العقوبة الجنائية.
وأوضحت المحكمة أن الختان الديني يعتبر “انتهاكاً جسدياً مخالفاً للقانون”. هذا وأثار القرار حفيظة الجاليتين المسلمة واليهودية، إذ انتقد مجلس التنسيق لمسلمي ألمانيا أمس الأربعاء القرار بشدة، معتبراً أنه “تعد خطير” على الحرية الدينية. وأضاف علي كزلكايا، المتحدث باسم المجلس، أن “الحكم لا يأخذ إطلاقاً في الاعتبار التقاليد الدينية المتبعة عالمياً منذ آلاف السنين لدى الفتيان المسلمين واليهود”.
كما أبدت الجالية المسيحية تشكيكها في القرار، إذ وصف الأسقف الكاثوليكي في مدينة آخن، هاينريش موسينغوف، الحكم بأنه “مفاجئ جداً”. وتابع أن “الحكم يتناقض مع الحقوق الأساسية على مستوى حرية الدين ورفاه الطفل. وما ذكره القضاة ليس مقنعاً في هذه الحالة بالذات”.
وطالب هانس أولريش إنكه، رئيس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا، بتصحيح الحكم، معتبراً أنه لا يأخذ في الاعتبار “بما يكفي” المغزى الديني للختان، ويجرد الأهل من حقوقهم “على مستوى الشؤون الدينية تماماً”.