حذرت دراسة حديثة من أن الناجين من أمراض السرطان المختلفة تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالورم الميلانيني الأسود وهو أشد أمراض سرطان الجلد خطورة.
ويمثل مرض السرطان الميلانيني الجلدي cutaneous melanoma خامس مرض سرطاني يصيب الرجال بأمريكا والسابع بين النساء. وهناك زيادة في حالات الإصابة بالمرض مع انخفاض قليل في حالات الوفاة منه بالرغم من نسب النجاة العالية في الأنواع الأخرى للسرطان.
في هذه الدراسة قام الباحثون بتحليل بيانات ما يقرب من 70,800 مريض أمريكي ممن أصيبوا بمرض سرطان الجلد الميلانيني كأول مرض سرطاني يصيبهم، وكان المتوسط العمري لأفراد العينة حين ذاك 54 عاماً. كما تمت متابعة حالة 6,353 مريض ممن أصيبوا بالمرض بعد شفائهم من مرض سرطاني آخر، وكان متوسط أعمار المرضى 70 عاماً. وقد تبين أن المرضى السابقين بسرطان الجلد كانوا أكثر عرضة لمعاودة الإصابة بسرطان الميلانيني الأسود كما صرح جيوفري يانج طالب الطب بكلية طب جامعة كليفلاند.
من بين المرضى من أعمارهم أقل من 45 عندما تم تشخيص حالتهم بالسرطان الأول 777 مريض أصيبوا بمرض السرطان الميلانيني الجلدي. وقد تبين أن الأشخاص الذين يواجهون مخاطر عالية للإصابة بالمرض ممن أصيبوا في وقت سابق بأمراض سرطان الجلد أو سرطان العظم (سركومة كابوزي) أو سرطان الثدي أو الغدد الليمفاوية.
من بين المرضى الذين أصيبوا بالمرض لأول مرة عند سن 45 أو أكثر تزيد مخاطر الإصابة بمرض سرطان الجلد الميلانيني بدرجة اكبر بين من سبق وأصيبوا بأمراض سرطان الجلد الأخرى وكذلك سرطان الثدي وسرطان البروستاتا والسرطان الليمفاوي وسرطان الدم.
وتؤكد نتائج الدراسة على الحاجة لإجراء مزيد من الفحوص على الجلد للكشف عن الإصابة بمرض سرطان الجلد الميلانيني. وتعلق د. ميشيل جرين أخصائية الأمراض الجلدية بمستشفى Lenox Hill بنيويورك قائلةً إن الناس كثيراً ما يعتقدون أن الورم الميلانيني الأسود لا يصيب الشخص سوي مرة واحدة. “ولكن لسوء الحظ هناك عوامل جينية وبيئية تتسبب في معاودة ظهور المرض مرة أخري الأمر الذي يستلزم متابعة جيدة لمن أصيبوا بالمرض أو الأمراض سرطانية أخرى قبل ذلك لفترة تصل لخمسة عشر عاماً.