أصدر الإعلامي يسري فودة بيانا صحفيا شديد اللهجة يرد فيه على إلغاء حلقته من برنامج “آخر كلام” أمس والتي كان سيستضيف خلالها علاء الأسواني وإبراهيم عيسي وياسر رزق للرد على تصريحات المجلس العسكري.
وقال يسري في بيانه: “ثلاثة أشياء أحاول دائماً أن تبقى نصب عيني: ضميري أمام الله وواجبي تجاه الوطن وحرصي على قيم المهنة, هذه كلها الآن تدفعني إلى إصدار أول بيان في حياتي لمن يهمه الأمر بعد مسيرة صحفية تقترب اليوم من نحو عشرين عاماً تقديراً لمن شرفوني بثقتهم واحتراماً للذات”.
وأضاف: تتخذ الشهور التسعة الأخيرة من هذه المسيرة موقع القلب بعد ثورة وسيمة في بلادنا يشعر كثير منا أنه لا يراد لها أن تبقى وسيمة وليس سراً أن جانباً كبيراً من عقلية ما قبل الثورة لا يزال مفروضاً علينا بصورته التي كانت، إن لم يكن بصورة أسوأ ولأنه ليس من أجل هذا يقدم الناس أرواحهم وأعينهم وأطرافهم فداءاً لحرية الوطن وكرامة العيش فلابد لكل شريف من وقفة.
وأكد فودة : وقفتي كمواطن يخشى على وطنه لا حدود لها، لكن وقفتي اليوم كإعلامي تدعوني إلى رصد تدهور ملحوظ في حرية الإعلام المهني في مقابل تهاون ملحوظ مع الإسفاف “الإعلامي” ؛ هذا التدهور والتهاون نابعان من اعتقاد من بيده الأمر أن الإعلام يمكن أن ينفي واقعاً موجوداً أو أن يخلق واقعاً لا وجود له تلك هي المشكلة الرئيسية وذلك هو السياق الأوسع الذي لا أريد أن أكون جزءاً منه.
وقال فودة: رغم إدراكي لحقيقة أن جميع الأطراف في مصر الثورة كانت، ولا تزال، تمر بمرحلة ثرية من التعلم تغمرنا بالتفاؤل، في أحيان، وتصيبنا بالإحباط، في أحيان أخرى، فإن حقيقة أخرى ازداد وضوحها تدريجياً على مدى الشهور القليلة الماضية تجعلنا نشعر بأن ثمة محاولات حثيثة للإبقاء على جوهر النظام الذي خرج الناس لإسقاطه بعدما ملأ الأرض فساداً وفجوراً وعمالة ، وقد اتخذت هذه المحاولات طرقاً مختلفة، بعضها موروث وبعضها الآخر مبتكر، وإن كانت جميعاً عمدت في الفترة الأخيرة إلى وضع ضغوط، مباشرة وغير مباشرة، على من لا يزالون يؤمنون بالأهداف النبيلة للثورة ويحاولون احترام الناس واحترام أنفسهم، وذلك بهدف إجبارهم على التطوع بفرض رقابة ذاتية فيما لا يصح كتمه أو تجميله.
وأضاف فودة : لقد كنت، وسأبقى دائماً، فخوراً بقناة “أون تي في” وبما قدمه شبابها في أصعب الظروف، مثلما كنت، وسأبقى دائماً، فخوراً بكل صوت مصري حر جريء لا يخشى في الحق لومة لائم أينما كان، ومصر مليئة بالأحرار، ورغم أنني لا أجد في نفسي ما يدعوني إلى البحث عن طريق آخر فإنني أجد في نفسي أسباباً كثيرة تدعوني إلى تعليق برنامج “آخر كلام” إلى أجل غير مسمى. هذه طريقتي في فرض الرقابة الذاتية: أن أقول خيراً أو أن أصمت.
واختتم فودة بيانه قائلا: “هذه صرخة من القلب دافعها حب الوطن ومبتغاها وجه الله، وبين الدافع والمبتغى إيمان عميق بأن مصر تستحق أفضل من هذا بكثير “.