عقب الإعلان عن نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، واحتفاء التيارات الدينية بالنتيجة التى أيدت التعديلات بنسبة كبيرة، تصاعدت مخاوف البعض من المد الأصولى الذى قد تشهده البلاد فى المرحلة المقبلة .
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» عدد من التعليقات الساخرة نال منها الداعية السلفى محمد حسين يعقوب قسطا كبيرا من السخرية عقب نشر مقطع فيديو اعتبر فيه يعقوب التصويت بـ«نعم» على التعديلات الدستورية انتصارا فى «غزوة الصناديق».
وقال يعقوب فى الخطبة التى ألقاها بمسجد «الهدى» فى إمبابة أخيرا ونقلت على موقع «يوتيوب» كانت هذه غزوة الصناديق، كان السلف يقولون لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز، واليوم يقولون بيننا وبينكم الصناديق، وجعلنا بيننا وبينهم الصناديق ، وقالت الصناديق للدين نعم».
ودعا مؤيدوه من السلفيين إلى ترديد تكبيرة العيد «الله أكبر الله أكبر ولله الحمد»، وتوجه بالشكر لأهل إمبابة لأنهم «الأكثر استجابة لقول نعم».
وقال يعقوب: أنصفنا الله .. الدين هيدخل فى كل حاجة، مش دى الديمقراطية بتاعتكم، الشعب قال نعم للدين، واللى يقول إن البلد مش هنعرف نعيش فيه بالطريقة دى أنت حر، ألف سلامة، عندهم تأشيرات كندا وأمريكا».
وزاد الداعية السلفى «مش زعلانين من اللى قالوا لأ، بس عرفوا قدرهم ومقامهم وعرفوا قدر الدين».
وبمناسبة ما اعتبره «عيدا ونصرا» تذكر الداعية السلفى فجأة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، فدعا إلى تخفيض أسعار اللحمة، والفاكهة والخضار، قائلا: «نريد ان يعيش الناس فى سعادة وهدوء، الظروف التى مرت بالبلاد الدخل قل شوية، ندعو للتخفيف على المسلمين»
«القبض على شاب يضع جل فى شعره»، و«القبض على مسيحى تماطل فى دفع الجزية»، كانت تلك ابرز التعليقات التى جاءت على المواقع.
وكان لدعاوى الاستقرار التى رفعها مؤيدو التعديلات الدستورية نصيب من السخرية مثل «الاستقرار إنك بدل ما كنت هتهرب فى بلد أجنبى كلاجئ سياسى .. النهارده هتهرب برضه .. بس كلاجىء دينى».
أستاذ علم الاجتماع السياسى، الدكتور على ليلة، يرى أن تعليقات الفيس بوك تعبر عن خوف المصريين من صعود التيارات الدينية بعد الشكل الذى ظهروا به قبيل الاستفتاء وبعده.
وقال: «هذا خوف مبرر وطبيعى لكن به نوع من التهويل، ونخشى أن يتحول الحدث الجميل إلى أزمة».
وعن إمكان صعود التيارات الدينية وكسب أغلبية فى مقاعد البرلمان القادم قال ليلة: «لا أعتقد أن هذا سيحدث فى المناطق الحضارية التى لن تقبل بالنموذج الدينى والمتشدقين باسم الدين».
وطالب ليلة المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء بوضع أطر للدعاية الانتخابية لحظر استخدام الدين والشعارات الدينية وفرض عقوبات على المخالفين.
نقلاً عن جريدة الشروق.